مراد المصري (دبي)

فتحت العداءة إلهام بيتي قلبها لـ «الاتحاد» في أول لقاء خاص لها منذ اختفائها لخوض التدريبات في سفوح الجبال على حد تعبير اتحاد ألعاب القوى، وذلك عقب عقوبة الإيقاف لمدة عامين بسبب تعاطي المنشطات، الذي جعل منها مادة للتداول كثيراً في الإعلام والمجتمع مؤخراً، لتتاح لها الفرصة للمرة الأولى لتروي الحكاية من طرفها في لقاء حملت خلاله الاتحاد مسؤولية العقوبة التي تعرضت لها وروت تفاصيل كانت غائبة عن الساحة الرياضية.
وجاء حديث بيتي خلال مشاركتها المفاجئة في منافسات النسخة الثامنة من سباق دبي للجري للسيدات، الذي أقيم أمس، وذلك وسط علامة استفهام كبيرة أمام اتحاد ألعاب القوى الجهة المشرفة على السباق، بالنظر إلى ما أشيع حول قيام اللجنة الأولمبية الوطنية مؤخرا إيقاف العداءة مدى الحياة.
ورغم إعلان اللجنة المنظمة قبل السباق أن بيتي ستشارك كعداءة أثيوبية، بحسب الخبر الرسمي الذي أصدرته باللغتين العربية والإنجليزية، فإن العداءة شاركت وهي ترتدي زي المنتخب الوطني الذي يحمل علم الدولة، وتنافست بكل ثقة مع العداءات الأخريات بحضور ممثلي اللجان الفنية والتحكيمية في اتحاد ألعاب القوى.
ودافعت إلهام بيتي عن نفسها، موضحة أنها لم تقم بارتكاب أي مخالفات متعلقة بتعاطي المنشطات، وأنها كانت تتعالج في ذلك الوقت بما جعل الاختبارات تظهر وجود مواد محظورة، وحملت الاتحاد المسؤولية بما حصل، وقالت: أرسلت إلى الاتحاد ورقة العلاج الذي كنت أخضع له قبل القضية المبدئة، وهو ما كان من شأنه أن يبرئني، لكن الاتحاد لم يرسل هذه الورقة في الوقت المناسب، وبالتالي أدى ذلك لتسلسل من الأحداث التي جعلتني أتعرض للإيقاف رغم عدم تجاوزي القوانين. وأوضحت اللاعبة أنها كانت تخضع للعلاج بإشراف طبيب في إثيوبيا في ذلك الوقت، وليس طبيب الاتحاد، وذلك منذ تعرضها لمشاكل صحية في عام 2013 وتناولت أدوية لعلاجها يفترض أن ورقة العلاج الرسمية توثق الأمر، وقالت: سأقوم بالتحدث مع الاتحاد أو اللجنة الأولمبية أو أي جهة أخرى من أجل تصحيح الأمور. وعبرت بيتي عن استيائها من طريقة تعامل الاتحاد مع قضيتها، وقالت: الاتحاد حاول التهرب من الموضوع، ولم يقم بتوكيل محامي للدفاع عني، وفي وقت ما قمت بدفع مبلغ 10 آلاف دولار من جيبي الخاص للدفاع عن نفسي، حيث حضرت جلسة محكمة التحكيم الرياضي «الكاس» للدفاع عن نفسي، وحضر أحمد الكمالي رئيس الاتحاد للدفاع عن الاتحاد، ولم يقف الاتحاد معي، والمحصلة إنني حصلت على عقوبة إيقاف لمدة عامين دون سبب، وأثق تماماً بنسبة 100% إنني لم أتعاطى المنشطات.
وأوضحت بيتي، أن ما تتعرض له حالياً أمر مجحف بحقها، وذلك مع تردد وجود إيقاف مدى الحياة بحقها، وإنها لن تتوقف حتى تقوم بتبرئة اسمها بالكامل والدفاع عن نفسها في وجه ما تتعرض لها حالياً، وقال: ما حصل ليس خطئي لدي ما يثبت أنني كنت أتعالج وسأدافع عن نفسي مهما تطلب الأمر. وأكدت اللاعبة أنها جاهزة للعودة للمشاركة مع المنتخبات الوطنية لألعاب القوى، وذلك فور تسوية هذه الأمور وحل الإشكاليات الحالية، وذلك مع جاهزيتها البدنية وقدرتها على المنافسة، وقالت: التوقف عن المنافسات لمدة عامين أمر ليس سهل بالنسبة لأي رياضي، لكنني أريد العودة أقوى من الوقت السابق وأن أواصل مسيرتي بانتظار توضيح الأمور بالكامل، لم تتأكد كافة التفاصيل لحد الآن.
وكشفت العداءة أنها كانت تنوي المشاركة في سباق دبي للسيدات بنفسها، قبل أن تتلقى دعوة من الاتحاد لإشراكها في هذا السباق، الذي سعت فيه للصعود إلى منصة التتويج قبل أن يحرمها خطأ تنظيمي في تحقيق ذلك نظراً لتأخر انطلاقتها نحو دقيقة كاملة عن بقية المتسابقات.


وشاركت بيتي في فئة 5 كلم، قبل أن يحرمها خطأ من اللجنة المنظمة أدى إلى انطلاقها متأخرة، حيث كانت آخر عداءة تنطلق من خط البداية بسبب عدم وضعها ضمن كوكبة اللاعبات المحترفات في انطلاقة المنافسات، لتحصل على المركز الرابع في نهاية المطاف.

الإعلان عنها إثيوبية وتشارك بزي المنتخب
رغم إعلان اللجنة المنظمة قبل السباق أن بيتي ستشارك كعداءة إثيوبية، بحسب الخبر الرسمي الذي أصدرته باللغتين العربية والإنجليزية في المؤتمر الصحفي قبل الحدث، فإن العداءة شاركت وهي ترتدي زي المنتخب الوطني، وتنافست به مع العداءات الأخريات بحضور ممثلي اللجان الفنية والتحكيمية في اتحاد ألعاب القوى.

القضية تصدرت المشهد
كانت قضية العداءة إلهام بيتي تصدرت المشهد وتفجرت في عام 2017، حينما أعلنت المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي «كاس عن إيقافها بسبب تورّطها في تعاطي المنشطات وسط تكتم من قبل اتحاد ألعاب القوى، وهو ما كشفته «الاتحاد» في تحقيق «القضية 5021.. زلزال الدم وجدران الصمت»، حول إيقاف العداءة 10 أغسطس 2016، وهو ما حرمها وقتها من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية على عكس ما ذكره اتحاد «أم الألعاب» أن اللاعبة عانت من إصابة، وعقب انتهاء عقوبة اللاعبة البالغة عامين، أعلنت اللجنة الأولمبية عن إيقاف العداءة مدى الحياة وحرمانها من جميع المشاركات المقبلة.

الكمالي على خط النهاية
تواجد أحمد الكمالي رئيس اتحاد ألعاب القوى وعضو المكتب التنفيذي باللجنة الأولمبية الوطنية، عند خط النهاية لاستقبال المتسابقات اللواتي قطعن مسافة السباق، ومنهن العداءة إلهام بيتي.
وتواجدت العداءة بيتيفي فئة المحترفات اللواتي ارتدين الزي الخاص بهن، على عكس الفئة المجتمعية الأخرى للمتسابقات بصورة ترفيهية، حيث يعد السباق مزيجا ما بين فئة المحترفات بتواجد عداءات أوروبيات وأثيوبيات مشاركات وآخر لكافة الفئات.
وجاءت مشاركة إلهام بيتي بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها الـ 26 قبل أيام، لتكون الهدية الأفضل لها بعد معاناة العامين.

محطات ونتائج
الاسم: إلهام بيتي
العمر: 26 سنة
الطول: 165 سم
الوزن: 52 كلجم
التخصص: 1500 و5000 متر
أبرز نتائجها مع المنتخب:
ذهبية 1500 متر في آسيا 2013
ذهبية 5000 متر في آسيا 2013
ذهبية 1500 متر في بطولة العرب 2013
برونزية 1500 متر في دورة التضامن الإسلامي 2013
فضية 1500 في الألعاب الآسيوية داخل الصالات 2014
فضية 5000 متر في الألعاب الآسيوية داخل الصالات 2014